صرخات كوباني عفرين قامشلوا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صرخات كوباني عفرين قامشلوا

الأدب والشعر
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 سفينة في ضباب

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
دلوفان




ذكر عدد الرسائل : 4
العمر : 41
العمل/الترفيه : راوي
المزاج : هادئ
تاريخ التسجيل : 03/05/2008

سفينة في ضباب Empty
مُساهمةموضوع: سفينة في ضباب   سفينة في ضباب I_icon_minitimeالسبت مايو 10, 2008 8:50 am

هذا حديث رجل جمعنا في منزله المنفرد على كتف وادي قاديشا في ليلة مغمورة بالثلوج مرتعشة بالاهوية ينبش رماد الموقد بطرف قضيب كان بيده تريدون يا رفاقي ان اعلن لكم سر كابتي التي تعيد في صددري كل يوم وليلة لقد مللتم سكوتي وتكتمي وضجرتم من تنهدي وقال بعضكم لبعض اذا كان لايدخلنا الى هيكل اوجاعه كيف نستطيع ان ندخل الى بيت مودته انتم مصيبون يا رفاق فمن لايساهمنا الالم لن يشاركنا في شي اخر اسمعوا حكايتي اسمعوا ولاتكون مشفقين لان الشفقة تجوز على الضعفاء وانا مازلت قويا بكابتي منذ فجر شبابي وانا ارى في احلام يقظتي واحلام نومي امراة غريبة الشكل والمزايا كنت اراها في ليالي الوحدة واقفةقرب مضجعي وكنت اسمع صوتها في السكينة وكنت في بعض الاحيان اغمض عيني واشعربملامس اصابعها على جبهتي فافتح عيني واهب مذعورا مصغيا بكل من المسامع الى همس اللاشئ وكنت اقول لذاتي هل تطوح في خيالي حتىضعت في الضباب لااصنع من ابخرة احلامي امراة جميلة الوجه عذبة الصوت لينة الملامس لتاخذ مكان امراة لابتعد عن الناس لاقترب منها واغلق عيني ومسامعي عن كل ما في الحياة من الصوروالاصوات لارى صورتها واسمع صوتها امجنون انا يا ترى ولكن كانت تلك المراة الخيالية قرينة لي تساهمني وتبادلني كل ما في الحياة من الميول والافراح والرغائب فلم استيقظ صباحا الالاايتها متكئة على مساند سريري وهي تنظر الي بعينين يملاهما طهر الطفولة وعطف الامومة ولم احاول عملا الا ساعدتني على تحقيقه ولم اجلس الى مائدة الا جاست قبالتي وتبادلني الاراء والافكار وما جاء مساء الا اقربت مني قائلة قم بنا نسير بين التلول كفانا الاقامة في هذا المنزل فاترك اذا عملي واسير قابضا على اصابعها حتى اذا ما بلغنا البرية المتشحة بنقاب المساء المغمورة بسحر السكون نجلس جنبا الى جنب على صخرة عالية محدقين الى الشفق البعيد وكم مرة دخلت علي وانا اشتغل في غرفتي مضطربا فلا تلمحها عيني حتى يتحول قلقي الى الهدوء واضطرابي الى الائتلاف وكم لقيت الناس في روحي جيش يزحف متمردا على ما اكرهه في نفوسهم ولكن ما يتبين وجهها بين وجوههم الا انقلبت الزوبعة في باطني الى انغام علوية وكم جلست منفردا وفي قلبي سيف من الم الحياة ومتاعبها وحول عنقي سلاسل من مشاكل الوجود ومعضلاته ثم التفت فاراها واقفة امامي محدقة الي بعينين تفيضان نورا فتنقشع غيوم قلبي وتبدو الحياة لي جنة افراح واقول لكم انني كنت انا ورفيقتي الاثيرية فكرة مطلقة مجردة تطوف في نور الشمس وتطفو على وجه البحار وتسغى في الليالي المقمرة وتتهلل باغان ما سمعتها اذن وتقف امام مشاهد ما راتها عين ان الحياة كل الحياة هي ما نختبره بارواحنا وانا قد اختبرت امرا بروحي كل يوم وليلة حتى بلغت اخر المطاف ليتني لم ابلغ اخر المطاف ليتني مت الف مرة قبل ان ابلغ تلك المطاف التي سلبتني لباب حياتي واستنزفت دماء قلبي واوقفتني امام الايام والليالي شجرة يابسة عارية مستوحدة فلا ترقص اغصانها لااغاني الهواء وسكت محدثنا دقيقة واغمض عينيه فبان الكابة مجسما فيه ثم فتح عينيه وبصوت متقطع خارج من اعماق كيان مجروح قال تذكرون يا رفاق عندما ذهبت مهمة الى خارج لبنان وابحرت على سفينة وقد كان ذلك في شهر نيسان وربيع الروح ترتعش بين ثنايا الهواء وتنثني مع امواج البحر وكيف اوصف لكم تلك الايام والليالي ان قوة الكلام التعارف بين البشر لاتتجاوز ما تحويه مدارك البشروما يشعر به وفي الروح ما هو ابعد من الادراك وادق من الشعور فكيف ارسمها لكم بالكلام ولم يدر في خلدي ان الالم رابض لي وراء حجب سعادتي ولما تركت لبنان كانت رفيقتي جالسة بقربي في المركبة كانت تذهب حيثما اذهب وتقف عندما اقف فلم اجتمع مع صديق الا رايتها مبتسمة له هنا بدا رحلتي في المهمة اصبح اشيه شي بعصفوربين مخالب باشق يسبح محلقا في الخلاء ولما جاء المساء وقد انحجبت عني قمم لبنان وراء ضبابا رايتني واقفا لوحدي في مقدمة المركبة وفتاة احلامي المراة التي احبها قلبي المراة التي رافقتني لم تكن معي الصبية العذبة التي كنت ارى وجهها كلما حدقت الى الفضاء واسمع صوتها كلما اصغيت الى السكينة والمس يدها كلما مددت يدي بقيت على هذه الحالة لمدة خمسة عشر يوما وفي ليلة الرابع عشر لقد رايت في نومي حلما رايت رفيقتي مصلوبة على شجرة تفاح مزهرة وقطرات الدماء تسيل من كفيها وقدميها على غصني الشجرة وعمدها ثم تنسكب على الاعشاب وتمتزج بازهارالشجرة المنثورة اربعة عشر يوما انا على هذه الحالة وعند ظهيرة يوم الخامس عشر وصلت الى مكان المهمة فسالت عن صاحب المستلم المهمة فقد اوصلوني اليه وعندما وصلت الى منزله وقفت امام درجات تتصاعد درجاته امام قصر قائم في وسط حديقة وقالو لي هذا هو المكان وصعدت الدرج وطرقت الباب ففتح لي واذا انا امام رهط من الخدم مطاطى رؤوسهم وهم يبكون فاستغربت من هذا المشهد واحترت با مري وبعد قليل تقدم مني خادم كهل وسالني متنهدا ماذا تريد يا سيدي فاعطيته الرسالة فرحل عني وجرى كل ذلك وانا بدون فكر وارادة ثم سالت خادمة ما هو سبب بكائكم فقالت لي اليوم صباحا ماتت ابنة صاحب المنزل فاتني الخادم واصطحبني الى صاحب المنزل ودخلت عليهم فانهم صامتون لايتكلمون فجلست صامتا بعد قليل رحل اصدقاءه فقمت لكي ارحل انا ايضا فقال لي انتظر قليلا فنادى خادما فقال له خذ ضيفا وقم بواجبه فاخذني الخادم الى غرفة لكي اريح من رحلتي الشاقة فارتميت على مقعد افكر بنفسي وعاد الخادم يحمل لي طبقا من الطعام فاكلت منه قليلا ومر ساعات علي هكذا وانا اتمشى في تلك الغرفة واقف احيانا عند احدى النوافذ محدقا الى الفضاء بينما كنت في تلك الحالة شعرت بكيان حي واقف بقربي سعرت بذات اثيرية تناديني وخرجت من الغرفة الى الدهلز مدفوعا الى اخر الممر بغير ارادتي دخلت قاعة كبيرة في وسطها نعش تنيره كوكبتان من الشموع وتحط به الورد الاحمر والابيض فتقدمت وركعت بجانبه ونظرت اليه فرايت وجه رفيقتي التي رافقتني في احلامي ويقظتي وراء نقاب الموت رايت المراة التي احببتها حبا فوق الحب فقلت يا الهي يا اله الحب والحياة والموت انت الذي كونت ارواحنا ثم سيرتها في هذه الانوار وهذه الظلمات انت الذي فطرت قلوبنا ثم جعلتها تنبض بالامل والالم وهذه هي حكايتي فكيف اصل الى نهايتها وهي بدون نهاية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amir12.ahlamountada.com
دموع الجزيرة
مشرف مميز
دموع الجزيرة


انثى عدد الرسائل : 43
العمل/الترفيه : شعر
المزاج : رايق
الاوسمة : سفينة في ضباب 78c57f10
تاريخ التسجيل : 11/09/2008

سفينة في ضباب Empty
مُساهمةموضوع: رد: سفينة في ضباب   سفينة في ضباب I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 24, 2008 7:10 am

[size=24]رووووووووووووووووووووعة

مشكور اخي دلوفان

دمت لنا.......

تقبل مروري
[center[/size]]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.google.com/
 
سفينة في ضباب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صرخات كوباني عفرين قامشلوا  :: المنتديات الادبية :: منتدى القصة والرواية والمسرح-
انتقل الى: