لاحت منها نظره غاضبه وهي تري يد شقيقتها وهي تفلتها من بين يدي خطيبها الذي جلس بقربها ,,, شعر هو بالخجل أمام نظراتها الجريئة ,, حاول التحدث لم تطاوعه شفتاه ,, هب واقفا ,, أستأذن في الانصراف.
أرتفع صوتها وهي توبخ أختها الكبرى,, كيف تسمحين له بلمس يدك ,,, وقفت أختها ذاهلة وهي تحاول في خجل أن تكمم فمها بيدها ,, في محاوله ألا يصل صوتها لأحد بالمنزل ,,, حاولت تهدئتها وهي تقول لقد عقدنا القران أنسيت ,,, انه زوجي الآن ,, لم تقتنع بكلمات أختها ,,, خفضت صوتها وهي تقول بنبره لازالت ثائرة ,,, لكنه ليس زوجك بعد ,,, تبسمت أختها ولم ترد.
في زيارته التالية ,, حرصت أن تجلس بقربهما ,, في مواجهتهما تماما ,, حدقت إليه كثيرا ,,, جلسا يتحدثان ويبتسمان وهي تراقبهما بدقه ,,, شعرت بضيق وهو يلاطف أختها ببعض الكلمات ,,, في تلك الليلة وبعد انصرافه تساءلت لما كل هذا الضيق ,, ولماذا تتضايق كلما حضر وجلس مع أختها ,,, كرهت أن تفصح عن مكنونات نفسها ,, أيعقل هذا ,, أيكون حبه لامس شغاف قلبها ,,, حاولت أبعاد الفكرة عن رأسها ,, ظلت ساهرة تتقلب في سريرها ,, أزعجها هذا الخاطر ,,, نعم لقد كانت تنظر إليه بإعجاب وتتمني ,,,, لا لم تتمني ,,, ذرفت دمعه ساخنة من عينيها ,, لقد كان جارهم تراه يوميا ,,, نعم هو دوما يحادثها بلطف ,, لكن هذا كان يزيدها احتراما وتقديرا له ,,, دمعت عيناها وهو تحاول مجددا طرد خواطرها ,,, أيعقل هذا ؟ أحب خطيب أختي ,, بل زوجها الذي يحبها وتحبه ,, ولكن من أدراني أنه يحبها هي ؟ ,,, أنه لا يفتأ ينظر إلي أثناء جلوسهما ,, لكن أيعني هذا شيء؟ ,,,, نعم أنه ينظر إلي بعينين هائمتين ,,, ظلت أفكارها تراوح بين اليقين والشك ,, وهي تحاول أن تطرد الأفكار المتسلطة علي رأسها ,,, لا ,,, ولو كان يحبني ,,, لا ,,, فماذا ستفعل أختي إنها تعشقه ,, هو حياتها كل آمالها ولكن أليس من حقي أنا أيضا أن أدافع عن حبي ,,, هزتها الكلمة الأخيرة ,, ما هذا الهراء كيف أتحدث عن حبي ,, أحقا أحبه ,, همست بها لكنها خرجت من صدرها ,,, لا داعي أن أنكر,,, بكت بللت وسادتها ,,, ظلت علي حالها حتى سمعت أذان الفجر ,,, قامت توضأت ,, صلت وهي تبتهل إلي الله أن يلهمها فعل الصواب ,,,
مرت الأيام ثقيلة وهي تحاول مجاهدة نفسها ,,,, تنشغل بأي شيء أثناء زيارته لهم وجلوسها معهم ,,, صمتها ,, الحزن البادي بعينيها ,, اقلقهما ,,, حاولا محادثتها ,, كانت ترد في اقتضاب ولا تلتفت ,, حين تختلي بها أختها وتحاول معرفة سبب حزنها ,, كانت تبكي ولا ترد ,, ثقيلة هي الأيام الحزينة في مرورها ,, قررت أختها وخطيبها الخروج للنزهة ,, حاولا معها ,, اقتنعت علي مضض بمرافقتهما ,, سألها في لطف ,, أي الأماكن تريدين الذهاب إليها ,, أنت ضيفتنا ,, هزت كتفيها في غير اكتراث ,,, أحاطاها كلا من جهته ,, ربت علي كتفها في حنو وهو يقول أه لو تعلمين كم نحبك أنا وأختك ,, هز رأسه في يأس وهو يهمس ,, أه لو تبوحين بما يضايقك ,, ربما عندها ستجدين لدينا حلا لما تعانيين ,, نظرت إلي الأرض وظلت صامته .
في طريق عودتهم ظلت علي صمتها ,,, ضحكات أختها وخطيبها يمازحها ,,, زرعت ابتسامه باهته علي شفتيها ,,, علت ضحكة أختها وهي تعدو هاربة من ملاحقة خطيبها ,, حاولت مجاراتهما ,, بدأت تعدو خلفهما ,,, فجأة تسمرت قدماها ,, شقت صرختها الأفق ,, وسيارة مسرعة ترمي بجسد أختها في الهواء ,,, لمحت بقايا ضحكة علي شفتي أختها وهي تهوي مستقره علي الأرض بلا حراك ,,, جثا بجوارها علي الأرض في ذهول ,, أما هي فوقفت بعيدا ودموعها تنساب في غزاره ,,, حينما حملت سيارة الإسعاف جثة أختها قفزت بجوارها ,,, انطلقت السيارة وصوتها يصم الأذان ,,, تاركه وراءها بقايا رجل ينتحب ...