صرخات كوباني عفرين قامشلوا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صرخات كوباني عفرين قامشلوا

الأدب والشعر
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 رحلة الى الهند وبوذا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
azad.kobani
العضو نشيط



عدد الرسائل : 65
الاوسمة : رحلة الى الهند وبوذا Wesaam10
تاريخ التسجيل : 26/04/2008

رحلة الى الهند وبوذا Empty
مُساهمةموضوع: رحلة الى الهند وبوذا   رحلة الى الهند وبوذا I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 30, 2008 9:15 am

الرحلة : عندما ينتهى بك القطار قادما من اي مكان من الهند الواسعة الى اولي عتبات الهيمالايا تكون قد خلفت وراءك سهولا ووديانا ومدنا تطفح بالصخب اليومى المألوف للبشروالقبح الذي تخطى حدوده فتحول الى جمال وسحر وصور من التناقض تتحدى الخيال. سيكون امامك المكان الذي تولد منه الشمس والذى تتفجر منه ينابيع الماء الأول للعالم كما صوره الهنود الآيروفيديون فى رسومهم الأسطورية على هيأة الاله شيفا وقد تحولت ضفائر شعره الى نوافير يندفع منها الماء الى سفوح الهيمالايا في هدير يتجمع ليشق أرض الهند الطيبة كثعبان مقدس هو نهر الجانجا العظيم المنساب فى وقار يليق بالموتى الذين يحرقون علي ضفافه وواهبا البركة للأحياء فى حمامهم التطهيرى كل صباح على جنباته.
من هنا تمتد امامك الجبال مترامية من شرق الهند وغربها ومن شمالها وحتى حدود الصين مارة بمدن سحرية تقفز فجأة وكأنها خرجت توا من ادغال الأساطير وصحارى فوق السحاب لم يصل اليها من المدنية الا اشباح وصور وتأخذك وديانها الى قري هالكة وممالك مندثرة وممالك مازالت كنيبال وبوتان التى لم تمس بعد ملفوفة فى غموضها وعزلتها الى ارض التيبيت ,مملكة السحاب, الأرض التي ولد عليها في الثلاثينيات من القرن الفائت الدالايلاما (التجسد الرابع عشر لبودا) احد كبار الشخصيات التى تعيش بيننا هذه الأيام.
هنا ستكون بداية الرحلة الى هند اخرى غير تلك التى خلفتها وراءك ,الى عالم الجبال الجبارة وعوالم الغموض التى تسكنها, سيقطع بك الباص الآف المنحنيات من صعود وهبوط فوق تلال تضم بحنان بيوتا وقري ومدنا وحقول شاي زاهية الخضرة ومراع وبشر دائما بسطاء ولن يكون نادرا ان تصادف جماعات صغيرة من الرهبان يرتدون فوق صديرية صفراء عباءة حمراء داكنة تترك الذراع الأيمن عاريا, واحذية بنية رخيصة تحكي عن الاستسلام المتقشف وتشير الى الطريق, هولاء هم اتباع المجيد بودا الذى قال عنه شاعر الهند طاغور إنه اعظم من ولدته امرأة.
بودا.. الأسطورة : ولد قبل المسيح بخمسمائة سنة وكانت نشأته كما يليق بابن ملك يجهز لوراثة مملكة ابيه بعيدة عن كل ما يوحى بتعاسة البشر الا ان روحه القلقة جعلته يخرج من اسوار جنته ليصطدم بمناظر البشر وهم يمرضون ويموتون وادرك انه لن يستطيع ان يهدأ حتي يجد اجابات عن ماهية الأشياء…يترك كل شيئ
وراءه باحثا عن الحقيقة ..يحاور اصحاب الطرق المختلفة ويجربها ..يعذب نفسه بالجوع ست سنوات حتى يصيرجلدا على عظم .. يدرك ان تلك الوسائل تحرره من الحاح الجسد ولكنها لا تشبع ركنا غامضا فى نفسه يطلب المعرفة ..يسير طويلا حتى يجد شجرة كبيرة تظلل الصخرة التي خرجت منها ..يجلس تحتها اربع سنوات مغمضا عينيه منتصب الظهر لا ينهض من تأمله الا لالتقاط ثمرة … يشعر ذات يوم ان اللحظة اقتربت .. تسرى فى جسده طاقة مروعة …فى الليل يتشظى داخله آخر ديناميت الوعي ..يصبح بودا.
الطريق : ليست البودية دينا وان اخذت شكل الدين ولكنها طريق روحي مؤسس على بناء فلسفى متكامل فى حدوده, وبالرغم من انها كفلسفة لا تؤمن بإله خالق الا انها ليس لديها اعتراض على الفكرة فموقفهم غامض قدر غموض الفكرة نفسها وهذا احد جوانب اخرى عديدة تجعلها اكثر انسانية – بمعنى انها اقرب للواقع والتجربة المباشرة – من الاديان الاخرى التى جعلت من فكرة الإيمان الغيبى شاغلها وشرطها بل وغايتها. وهي ترى ان الوجود سرمدي وبلا نهاية وان الحياة الم رغم ملذاتها بل تحديدا بسبب ملذاتها فعجلة الوجود (سامسارا)من الميلادات المتكررة الى الميتات المتكررة وما بينهما من تكرارات الخوف والآلام لن تتوقف بالنسبة للكائن الفرد الا بالوصول الى النيرفانا بعد ارتقاء سلم روحي طويل ربما استطال ليمتد عدة حيوات , وترى هذه الفلسفة اننا عشنا الحياة مرات لاتحصى وسوف نعيشها كذلك وليس بالضرورة اننا عشنا تلك الحيوات كلها كآدميين فربما كنت مثلا ذات مرة قط او ذبابة اوكنت امرأة وانت الآن رجل او العكس او كنت لامؤاخذة حمار . والذى يحدد تلك المتغيرات فى الكينونة عبر الحيوات هو الكيفية التى يطور بها الكائن صفاته من ارتقاء او انحطاط (كارما) ,ومفعول هذه الكارما التى يمكن ان نترجمها ب بذرة الصفات يمكن ان يستتر ويكمن حتى يعبر عن نفسه فى ميلاد ما ليحدد المسار الجديد والمصير الذى ينتظر صاحبه.
مملكة فوق السحاب : لو حملك مارد وطار بك فوق القمم البعيدة للهيمالايا ليجنبك اخطار التجمد والعواصف الثلجية ومشاق الصعود والهبوط فسوف ترى مشهدا يحفر فى نفسك مثل ذكريات الطفولة وستكون محظوظا اكثر لو طار بك فجرا ساعتها ستشهد الشمس وهى تحدث وتشهد ذلك الحائط الأبيض المروع الصدغ العالي للإ يفررست وجبل انابورنا الوديع واطراف السلسلة الفضية وهى تتحول الى ذهب خالص بالصعود الفرحان لشمس اليوم الجديد , هذه اللحظة هى المجد بنفسه والتى تبكيك بسبب جلالها وفنائها السريع بانتشار النور في الأفق كله وفى الأشياء , عندئذ يستطيع المارد ان كان يحبك ان يعبر بك جبالا اخري تحوى امما نملية من البشر حتى يصل بك الى ارض التيبيت المسحورة بجمال تلالها ورقة اهلها الطيبين, هنا عاشت البودية قرونا فى انسجام مع الطبيعة البكر الى ان اعتدى عليها الصينيون بمدافعم سنة 1959 ليشردوا شعبا مسالما اعزل ويمزقوا هويتهم …..نسخة من الصورة البربرية التي حدثت لفلسطين وابنائها …. من ذلك التاريخ وحتى اليوم وعجلة التعذيب والإبادة الخفية مازالت تدور بسرعة اكبر من عجلة السا مسارا , في ذلك التاريخ تم تهريب الدالايلاما وكان فى الثامنة عشرة من عمرة الى الهند كلاجئ حيث نشط فى تأسيس مدن تستقبل اللاجئين من ابناء شعبه وهم اليوم ينتشرون فى تلال الهند ونيبال وبوتان.
الزعيم : يعيش الدالايلاما منذ اكثر من اربعين سنة فى منفاه في درامسالا احد تلال الهند الذي سرعان ماتحول الى مدينة روحية كبيرة ومزارا يقصده الآلاف من كل جهات العالم . يستيقظ الرجل فى الرابعة صباحا وبعد حمام وفطور صحي طويل يستمع اثناءه اخبار العالم من الراديو يدخل فى تأملاته البعيدة لمدة ست ساعات ومن التاسعة صباحا يبدأ يومه العملى من استقبال لوفود البسطاء الذين ياتون من بعيد كى يحظوا بلمسة منه او برؤية وجهه التى تملأ من يراه بافكار سامية ومشاعر حميمة.
العودة : لن يحملنى فى طريق عودتى الا مارد الفكر محتفظا فى نفسى بمكان دافئ ينبض بالحب والاحترام لهؤلاء البسطاء المتعففين رغم فقرهم والخلصين لفكرتهم , سأعود وبرغم الدين الذى احمله لهم فى عنقى الى طريقى انا, وقد نهلت منهم مايمكننى من الانصات فى عزلتى الى الصوت النابع من عمق نفسى - الى طريق التائهين الكبار الذين ابوا ان ينتهوا الى ايمان ضيق يخنق عليهم ملكاتهم واقول سلاما الآن تنتهى الرحلة او بالأحرى الآن تبدأ…
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رحلة الى الهند وبوذا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صرخات كوباني عفرين قامشلوا  :: المنتديات الثقافية :: منتدى الحوار العام والمواضيع المتنوعة-
انتقل الى: