ياسلطان إيزي ( الله ) أنت من تسيّر الغيوم
وأنت من تأمرها بأن تمطر ( أنت من تجلب الأمطار )
وأنت الذي يسيّر هذه الدنيا
وفي مقطع آخر من هذا الحديث نلمس سماحة الديانة الإيزيدية عندما تذكر بأن الله هو رب العالمين , وصاحب كل أماكن ودور العبادة ,( وليس رب لالش – المعبد الإيزيدي المقدس فقط ) وأنه موجود في كل مكان :
Ya siltan Êzî tu wê li erda wê li sema
Tu wê li gel luha, li gel qelema
Tu wê li gel Îsa lawê Meryema
Tu wê li dêra wê li kenîsa
Tu wê li gel metrana , li gel qesîsa
Tu wê zîndana li gel hebîsa
Tu wê li behra , tu wê li binyana
Tu wê li zara, tu wê li zimana
Miraza ew ji te dixaezin dine û îmane
معنى المقاطع الثلاثة بالتتالي هو :
يا سلطان إيزي أنت موجود في الأرض والسماوات
أنت موجود في اللوح والقلم
أنت موجود لدى عيسى ابن مريم
ياإلهي اسمك يذكر في الأديرة والكنائس
أنت موجود في قلوب المطارنة والقساوسة
أنت موجود في قلوب السجباء في السجون
أنت موجود في البحار, وفي العلالي
أنت موجود على كل لسان وفي كل لغة
الذي نطلبه منك هو الدين والإمان
في الحين الذي تدعو الإيزيدية الى الإيمان بالله الواحد الذي لاشريك له , خالق كل شيء في الدنيا , فلا تنسى الإيزيدية الدار الآخرة , وهي تقول ( كما الحياة حق , فالآخرة حق أيضاً ) , وهي تؤمن بيوم الحشر والحساب , وتؤمن بأن هذه الدنيا فانية أي هي دار الفناء أما الآخرة فدار بقاء .
لنقرأ هذين المقطعين من بيت مندو jandila MENDO
Mendo sed salî li dine bî
Bi zêr û zîv xinêbî
Axir nabe her tu li dinê nebî
Mendo sed salî xebatkî
Mîrîtiya rojhilat ta rojavakî
Axir nabe her tu dê ji ava mirinê tamkî
المعنى :
يامندو لو بقيت مئة سنة على هذه الدنيا
ولو اغتنيت بالذهب والفضة
حتماً سيأتي يوم وتترك الدنيا
لو عملت لمئة سنة ولو صرت أميراً من مشرق لأرض الى مغربها
سيأتي يوم وتشرب من كأس المنون ( الموت )
وحول نفس الموضوع نقرأ مقاطع من حديث القيامة qewlê qiyametê
Rojekê ji rojan dibî
Terqîn ji erşan dibî
Xeber li çiyan dibî
Siniye li behran dibî
Ne babe pisan dibî
Ewê rojê xelkê zalim li wê derê kêm dibî
Ew bû roja dijwar dibî
Kursiya pedşa li xwar dibî
Qazî bi xwe cebar dibî
المعنى :
سيأتي ذلك اليوم المعلوم عند الله
عندها سترتعد العروش
وستسمع الجبال صوتها
والبحار ستسمع صداها
عندها لن يعرف الأب إبنه
في ذلك اليوم سيقل عدد الظالمين
سيكون يوماً قاسياً
سيكون الكرسي الإلهي على الأرض
وسيكون القاضي هو الله بذاته
ومن حديث المسكين جارو qewlê miskîno jaro نقرأ :
Ev dinya mestxane
Wekî xewna şevane
Hero yara hinane
المعنى :
هذه الدنيا مؤقتة
هي كأحلام النوم
إنها دوارة ( كل يوم هي حبيبة البعض )
أمام عظمة الإله في خلق الحياة والموت تنحني الهامات خشوعاً وإجلالاً , ولتطبيق ذلك عملياً يجب على الإنسان أن يؤمن بالله وأن لايشرك معه أحدا , والإيمان بالله ينقذ الإنسان من العذاب , وتهتدي الإيزيدية بالمثل القائل ( كما تدين تدان ) أو كما تزرع سوف تحصد , لذلك تحث الإيزيدية معتنقيها على اختيار الكلام السليم والأفعال الصحيحة , واختيار الأصدقاء العقلاء . نقرأ من حديث المريد qewlê mirîdatiyê هذا المقطع :
Biçîne weke ku tu zanî
Bavêje tovekî bê çeqanî
Da xweda pê xinê be, bi dexl û danî
Ev zeviya dewlete
Xwedê dexlekî zav bidete
Gelek xelkê bi hevsûdî wê binêrin li te
المعنى :
إزرع كما تشتهي
أنثر البذار النقي ( الخالي من الشوائب )
كي يمنحك الله غلة وفيرة من القمح
هذه الأرض هي الدولة( الغنىأو الملك )
سيعطيك الله غلالاً وفيرة من القمح
وسيحسدك الحساد على عطاءات الله
عزيزي القارىء هذا غيض من فيض من كنوز الديانة الإيزيدية التي بدأت تستعيد بعضاً من تراثها الذي أخفاه العديد من الشوفينيين ومن مختلف القوميات ,وعندما نكتب نحن الإيزيديين عن تراثنا الديني , نكون وفي الوقت نفسه نقوّي تراثنا ولغتنا الكردية التي هي لغة ديانتنا , وهدفنا الرئيسي من هذه المقالات هو تبيان ما خفي عن القراء البسطاء ( من كافة الشعوب والديانات ) والذين لانشك في تعاطفهم معنا لما لاقيناه من ظلم واضطهاد وتجني على ديانتنا , أما بالنسبة لمن ساهم في طمس أو تشويه أو إخفاء هذا التراث عنا, فنقول لهم بأننا لانطلب منهم ( براءة ذمة ) لكي يتم قبولنا أو رفضنا , فنحن واثقون من عقيدتنا كل الثقة , وإذا كانت كل حملات الإبادة والتنكيل بآبائنا وأجدادنا لم تثنيهم عن عقيدتهم وأوصلوها لنا حتى يومنا هذا , فنحن سوف نحافظ عليها ونحاول أن نكشف النقاب عن تلك الكنوز الدفينة , و نسلمها بدورنا الى الأجيال القادمة بكل أمانة , ونأمل أن يأتي اليوم الذي نرى فيه هذه الديانة الكردية العريقة وقد أخذت مكانها الذي كانت تتبوأه تحت الشمس الساطعة كسطوع الديانة الإيزيدية نفسها