ففي حديث الشهور qewlê mehan نرى الإيمان بوحدانية الله واضحاً :
Pedşê mine yekî bi tine
Ewî sewirandbû çendî dine
Pedşê min ev dinya sewirand
Ew dipîva û diqedirand
Hijde hezar xulqet di nêvda didebirand
المعنى :
الهي واحد أوحد
هو أوجد أكثر من دنيا
الهي أوجد هذه الدنيا
هو من قاسها وقدّرها
الهي أوجد عليها ثمانية عشر ألف مخلوق
ونتابع فنرى في نفس الحديث الديني من الذي خلق الشمس والليل :
Pedşê min quntar kir şev û roje
Li navda dana behişt û doje
Li navda dana roj û heyve
Da ji xafila biçin tîve
المعنى :
الهي أوجد الليل والنهار
وأوجد الجنة وجهنم
وأوجد الشمس والقمر
كي يتّعظ الغافلون
نعم فمن غير الله يستطيع أن يخلق الدنيا ويوجد عليها هذه الأعداد الهائلة من المخلوقات , ومن غيره سبحانه وتعالى يستطيع أن يأتي بالشمس والقمر أو يوجد الليل والنهار ؟ وإذا كان التراث الديني الإيزيدي يعترف بكل هذه المعجزات , وبوحدانية الخالق , فكيف نطلق احكاماً جائرة على الإيزيدية وعلى معتنقيها ؟ اليس إطلاق التهم الجارحة على الإيزيدية عمل غير أخلاقي ؟
إن هذه الآيات قد عرفها الإنسان الإيزيدي منذ أقدم الأزمان , والسبب الذي كان يمنع الإيزيدي من التعبير عن ذاته وإظهار ديانته كان الخوف من أولئك الجهلة من مختلف الأديان عندما كانوا يتسلّقون على متن الإيزيدية لتظهر هاماتهم المتقزمة حين كانوا يصفون الإيزيدية بصفات غريبة , في الوقت الذي كان الإيزيدي يخاف حتى من الدفاع عن ذاته وعن ديانته , حيث كانت الفتاوى تلو الفتاوى ( وخاصة إبان العهد العثماني ) تدعو الى إباحة الدم الإيزيدي إن لم يدخل في الدين الحنيف ( الإسلامي ) تصدر عن رجال الدين المقربين من السلطات , دون أن يتاح للإيزيدي حتى فرصة للدفاع عن نفسه أو رفع عقيرته بالشكاوي , وحتى لو افترضنا جدلاً أن الإيزيدي أراد أن يشتكي , فلمن يشتكي , حيث أن والجلاد هو القاضي في الوقت نفسه , ( يقول المثل الشعبي شر البلية ما يضحك , فكان العثمانيين يقرؤون القرآن بالعربية , ومع ذلك يقولون أن من لايعرف التركية لن يدخل الجنة !! ) لهذا كان الإيزيدي يتحمل الظلم والعنف الذي كان يمارس عليه في سبيل أن يبقى على دينه مهما كلفه ذلك , وقد أدى به ذلك الى التقوقع في الجبال , وابتعد عن الحضارة والمدنية , علماً أنه حتى الديانة الإسلامية تقول من بدل دينه فاقتلوه , ( تبديل الدين هو غير الارتداد عن الدين ) ألم يقل سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلّة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولايخافون لومة لائم – المائدة 54 ). فالإيزيدي خلقه الله إيزيدياً يعبد الله حسب قناعته على هدى تعاليم الديانة الإيزيدية , كذلك اليهودي والمسيحي و المسلم , كل منهم يعبد ربه بالطريقة التي يراها تناسبه , والإيزيدي إنسان مؤمن بالله , وهو أيضاً يجاهد في سبيل الله , ويعمل لآخرته كما يعمل لدنياه , أما إن كان هناك أناس لايرون أحد غيرهم , أو يرون أنفسهم على كل سكان هذه الأرض فهذه مشكلتهم , ولاأظن أن أحداً يؤيدهم في هذا الزمن الذي تفتحت فيه حتى عيون من كان كفيفاً .
فلماذا يرغمون الإيزيدي بأن يدخل في الإسلام ولايفعلون العكس ؟ ولماذا يجهدون في سبيل إرغام الإيزيدي على ترك دينه واعتناق دين آخر ؟ ومن أعطى أولئك الشوفينيين الحق في أن يرغموا الإيزيدي على تبديل دينه ؟ ثم من قال أن ذلك الشخص يحب الله أكثر من الإيزيدي ؟ , ومن قال لهم أن من يُدخِل إيزيدياً في الإسلام أو المسيحية سيدخل الجنة ؟ وإذا كان كذلك فلماذا أوجد الله سبحانه الديانة الإيزيدية أصلاً ؟ . أسئلة كثيرة تتطلب أجوبة واضحة .
ولكن في الآونة الأخيرة , ونتيجة انتشار الثقافة وانتشارالحرية والديمقراطية , وثقافة المعلوماتية كانتشار النار في الهشيم في بقاع كثيرة من العالم استطاعت الإيزيدية أن تستنشق قليلاً نسائم الحرية , فبدأ مثقفوها ورجال الدين بكشف الغطاء عن كنوزهم الدفينة في صدور الأفاضل من رجال الديانة الإيزيدية , وبدأ الباحثون يعملون جاهدين لسبر أغوار هذا الدين القديم الجديد والمليىء بالأسرار, والواضح وضوح الشمس في الوقت نفسه , وأصبح أبرز الباحثين في هذا المجال , هم أبناء الديانة الإيزيدية أنفسهم , وبعد أن كان الغرباء عن هذه الديانة يكتبون ( كل واحد حسب ايديولوجيته ومصالحه القومية ) فقد جاء دور المثقف الإيزيدي ليبرهن للعالم أن ديانته لاتقل شأناً عن الأديان الأخرى , وأنها الديانة التوحيدية الأولى , وهي تؤمن بوجود إله واحد لاشريك له في ملك الدنيا والآخرة , وان الديانة الإيزيدية تدعو الى عبادة الله وحده , وتدعو الى المحبة والأخوة , والى نبذ العنف وعدم نفي الآخر . ولنقرأ معاً هذا المقطع الديني الإيزيدي الرائع :
Xozî min heba hezar ser
Her serekî hezar rû
Her rûyek hezar dev
Her devek hezar ziman
Her zimanek hezar loqet
Medh û sena bo xwedê kiriba kême, ne geleke
المعنى :
ليتني كنت أملك ألف رأس
في كل رأس ألف وجه
وفي كل وجه ألف ثغر
وفي كل ثغر ألف لسان
وفي كل لسان ألف شُعب
ولو مدح ومجّد هؤلاء جميعاً الله سيكون قليل و غير كافٍ أمام عطاءات الله
هل هناك كلام أجمل من هذا ؟ فتصوّر عزيزي القارىء وأنت تملك الف رأس وفي كل رأس ألف وجه , وفي كل وجه ألف ثغر , وفي كل ثغر ألف لسان , ولكل لسان ألف تشعّب وكل هؤلاء يمدحون الله فيكون ذلك بقليل . فهل هناك من يشك بعد هذا بعبادة الإيزيدي لله سبحانه وتعالى ؟ وهل يبقى من شك حول وحدانية الله في المعتقد الإيزيدي ؟ ولنقرأ هذا المقطع من حديث سلام الجبار qewlê silavêt Cebêre :
Pedşê min yî sebrîne
Xwedayê min yî êkemîne
Êkeminê min Xwedaye
المعنى :
الهي صاحب الصبر
هو الهي الأول
وهو الهي الأوحد
ومن حديث ألف اسم وأسم qewlê hezar û yek nave نقرأ المقاطع التالية :
Çendî baniye çendî pesare
Çendî beriye çendî behre
Hemû li ser kefa destê siltan Êzî diyare
كم تملك الدنيا من اسقف وجدران
وكم تبلغ مساحة اليابسة والبحار
كل ذلك يعرفه السلطان إيزي ( الله )
Ya siltan Êzî tu ewran digirînî
Tu barana dibarînî
Tu vê dinyayê bi kar tînî
انتهاء الجزء الاول
.